ان أبطال الحروب
من الصحابة كثيرون ، والفقهاء والدعاة والمعلمون كثيرون ، ولكن كان هناك
قلة من الكتاب ، ولم يكونوا متفرغين لتدوين كل ما يقول الرسول -صلى الله
عليه وسلم- ، وعندما أسلم أبو هريرة لم يملك أرض يزرعها أو تجارة يتبعها ،
وانما يملك موهبة تكمن في ذاكرته ، فهو سريع الحفظ قوي الذاكرة ، فعزم على
تعويض مافاته بان يأخذ على عاتقه حفظ هذا التراث وينقله الى الأجيال
القادمة فهو يقول انكم لتقولون أكثر أبو هريرة في حديثه عن النبي -صلى
الله عليه وسلم- ، وتقولون ان المهاجرين الذين سبقوه الى الاسلام لا يحدثون
هذه الأحاديث ، ألا ان أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم بالسوق ،
وان أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضهم ، واني كنت امرءا مسكينا ، أكثر
مجالسة رسول الله ، فأحضر اذا غابوا ، وأحفظ اذا نسوا ، وان الرسول -صلى
الله عليه وسلم- حدثنا يوما فقال :" من يبسط رداءه حتى يفرغ من حديثي ثم
يقبضه اليه فلا ينسى شيئا كان قد سمعه مني " فبسطت ثوبي فحدثني ثم ضممته
الي فوالله ما كنت نسيت شيئا سمعته منه ، وأيم الله لولا أية في كتاب الله
ما حدثتكم بشيء أبدا ، هي :"
ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في
الكتاب ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون "
مقدرته على الحفظ
أراد مروان بن الحكم يوما أن يختبر مقدرة أبي هريرة على الحفظ ، فدعاه اليه
ليحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأجلس كاتبا له وراء حجاب ليكتب
كل ما يسمع من أبي هريرة ، وبعد مرور عام ، دعاه ثانية ، وأخذ يستقرئه نفس
الأحاديث التي كتبت ، فما نسي أبو هريرة منها شيئا. وكان -رضي الله عنه-
يقول ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثا عنه مني الا ما كان من
عبدالله بن عمرو بن العاص ، فانه كان يكتب ولا أكتب ).وقال عنه الامام
الشافعي أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره ).وقال البخاري روى عن
أبي هريرة نحو ثمانمائة أو أكثر من الصحابة والتابعين وأهل العلم )
من الصحابة كثيرون ، والفقهاء والدعاة والمعلمون كثيرون ، ولكن كان هناك
قلة من الكتاب ، ولم يكونوا متفرغين لتدوين كل ما يقول الرسول -صلى الله
عليه وسلم- ، وعندما أسلم أبو هريرة لم يملك أرض يزرعها أو تجارة يتبعها ،
وانما يملك موهبة تكمن في ذاكرته ، فهو سريع الحفظ قوي الذاكرة ، فعزم على
تعويض مافاته بان يأخذ على عاتقه حفظ هذا التراث وينقله الى الأجيال
القادمة فهو يقول انكم لتقولون أكثر أبو هريرة في حديثه عن النبي -صلى
الله عليه وسلم- ، وتقولون ان المهاجرين الذين سبقوه الى الاسلام لا يحدثون
هذه الأحاديث ، ألا ان أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم بالسوق ،
وان أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضهم ، واني كنت امرءا مسكينا ، أكثر
مجالسة رسول الله ، فأحضر اذا غابوا ، وأحفظ اذا نسوا ، وان الرسول -صلى
الله عليه وسلم- حدثنا يوما فقال :" من يبسط رداءه حتى يفرغ من حديثي ثم
يقبضه اليه فلا ينسى شيئا كان قد سمعه مني " فبسطت ثوبي فحدثني ثم ضممته
الي فوالله ما كنت نسيت شيئا سمعته منه ، وأيم الله لولا أية في كتاب الله
ما حدثتكم بشيء أبدا ، هي :"
ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في
الكتاب ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون "
مقدرته على الحفظ
أراد مروان بن الحكم يوما أن يختبر مقدرة أبي هريرة على الحفظ ، فدعاه اليه
ليحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأجلس كاتبا له وراء حجاب ليكتب
كل ما يسمع من أبي هريرة ، وبعد مرور عام ، دعاه ثانية ، وأخذ يستقرئه نفس
الأحاديث التي كتبت ، فما نسي أبو هريرة منها شيئا. وكان -رضي الله عنه-
يقول ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثا عنه مني الا ما كان من
عبدالله بن عمرو بن العاص ، فانه كان يكتب ولا أكتب ).وقال عنه الامام
الشافعي أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره ).وقال البخاري روى عن
أبي هريرة نحو ثمانمائة أو أكثر من الصحابة والتابعين وأهل العلم )